في أجواء الذكرى السنوية لاستشهاد السيد محمد باقر الصدر وشقيقته السيدة بنت الهدى الصدر ينشر موقع KHAMENEI.IR الإعلامي تصريحات للإمام الخامنئي يذكر فيها سماحته ميزات هذين الشهيدين ويشير إلى الدور الذي لعباه في التاريخ الإسلامي المعاصر.
إذا استطاع المجتمع الإسلامي تربية نساء وفق المنهج الإسلامي - أي المنهج الفاطمي والزينبي، وربّى نساء عظيمات وكبيرات يستطعن التأثير على عالم وتاريخ بأكمله - فحينها ستكون المرأة قد بلغت منزلتها الشامخة والحقيقية ..
يا أخواتي، ويا بناتي، ويا سيّدات هذا البلد الإسلامي، اعلمن إن أية امرأة متى نشأت على هذه التربية وحيثما كانت وفي أية أسرة كانت، يمكنها بلوغ نفس تلك العظمة التي لا تختص بعصر صدر الإسلام، بل يتيسّر بلوغها حتى في عهود الكبت وفي عهود تسلّط الكفر. وكل أسرة تربّي فتاتها تربية سليمة، تصبح تلك الفتاة امرأة عظيمة. وكانت لدينا في إيران نساء من هذا النمط، وكان لدينا ذلك حتى في العصر الحاضر، في عصرنا هذا استطاعت امرأة شجاعة عالمة مفكّرة بارعة في مقتبل العمر اسمها السيّدة بنت الهدى ــ أخت الشهيد الصدر ــ أن تترك بصماتها على التاريخ، وأن تؤدّي دوراً في العراق المظلوم إلى أن استشهدت. عظمة مثل هذه المرأة لا تقل عن عظمة أي من الرجال الشجعان والعظماء. لقد كان موقفها موقفاً نسوياً وموقف ذلك الرجل [أخوها الشهيد محمد باقر الصدر] موقفاً رجولياً، ولكن كلاهما يَنّمان عن حركة تكاملية ويعبّران عن عظمة وتألّق جوهر هذا الإنسان. وهكذا فلتربّى النساء.
~الإمام الخامنئي ١٩٩٧/١٠/٢٢
لقد ذهبت إلى العراق عام ١٩٥٧ والتقيت هناك بالسيد محمد باقر الصدر. كان سماحته في ذروة الشباب؛ وكان له من العمر ٢٥ سنة. كان سماحته معروفاً حينها أيضاً بالفضل. كنت حينها أكثر شباباً منه و؛ وكنت أبلغ من العمر ١٨ عاماً. الشكر لله أن سائر أفراد عائلتكم كانوا أيضاً من أصحاب المواهب العالية والجيّدة؛ مثل المرحوم السيد رضا، والسيد موسى و... في بدايات الثورة الإسلامية عندما تلقينا نبأ استشهاد آية الله الصدر، كانت تلك ضربة شديدة. فلقد كان سماحته بالفعل عموداً فكريّاً بالنسبة للنظام الإسلامي والمجتمع الإسلامي. منذ قبل انتصار الثورة الإسلامية، كنا مطلعين على كتب سماحته وفعالياته القيمة للغاية. وبعد انتصار الثورة الإسلامية أيضاً، أصدر سماحته بيانات ممتازة جدّاً. كانت تنعقد آمال كبيرة على السيد الصدر. فليلعن الله صدّام. الشكر لله أن جذور هؤلاء قد اجتثّت. المرحوم السيد الصدر كان نابغة بالمعنى الحقيقي للكلمة. ولدينا العدييد من الشخصيات المتقدمة في مجالات الفقه والأصول وغيرها من المجالات؛ إلا أنه قلما نعثر على نابغة. لقد كان سماحته من النوادر وكان نابغة بالفعل. وكان ذهنه وفكره يتخطى ما ينجزه الآخرون من أعمال. والحمد لله أنّ سماحته كان قد خرّج على يديه تلامذة جيّدين...
~الإمام الخامنئي ٢٠٠٤/٦/٨