جمیع الشعوب مسؤولة حیال فلسطین. سواء الحکومات المسلمة أو الحکومات غیر المسلمة. أیة حکومة تدعی مناصرة الإنسانیة مسؤولة لکن واجب المسلمین أثقل وأکبر. الحکومات الإسلامیة مسؤولة وعلیها أن تعمل بمسؤولیاتها وأیة حکومة لا تعمل بواجبها ومسؤولیتها إزاء القضیة الفلسطینیة سوف تواجه عواقب ذلک لأن الشعوب استیقظت وتطالب الحکومات، والحکومات مضطرة لتحمل مسؤولیاتها أمام هذه القضیة.
الکثیر من الحکومات العربیة خرجت من الأمتحان فی قضیة غزة وما قبلها وما بعدها من القضایا فاشلة فشلاً ذریعاً. کلما طرحت القضیة الفلسطینیة قالوا إنها قضیة عربیة! حینما یحین وقت العمل تلغی فلسطین تماماً من معادلاتهم کلها، وبدل أن یساعدوا فلسطین والفلسطینیین و إخوتهم العرب - حتی لو کانوا غیر مؤمنین بالإسلام فلیلتزموا بعروبتهم علی الأقل - تراهم ینسحبون من الساحة کلهم. خرجوا من الإمتحان فاشلین للغایة. وهذا ما سیبقی فی التاریخ. وهذه العقوبات والجزاء لا یختص بالآخرة، فهو موجود فی الدنیا أیضاً. کما أن النصرة الإلهیة لکم أنتم الذین تجاهدون وتناضلون لا تختص بالآخرة.
~الإمام الخامنئی ۲۷/۲/۲۰۱۰
قضیة فلسطین هی القضیة الدولیة الأولى بالنسبة للعالم الإسلامی. الیوم حیث أنّ نضال الشعب الفلسطینی فی ظل رایة الإسلام قد أرّق جفون الحکومة الصهیونیة المحتلّة وداعمیها، فإنّ أعظم مسؤولیة تقع على عاتق شعبنا وحکومتنا وجمیع الشعوب والحکومات الإسلامیة هی دعم هذا النضال. یشکل النضال السبیل الوحید لاجتثاث غدّة إسرائیل السرطانیة وإنقاذ العالم الإسلامی من أخطارها المُمیتة. لقد أدى سکوت وتطبیع العدید من الحکومات العربیة الممزوج بالخیانة وتظاهر بعضها بعدم الاهتمام وعدم إبراز الحساسیة تجاه مصیر فلسطین إلى إجهار الحکومة الصهیونیة المحتلّة بادعائها حول إسرائیل الکبیرة مرّة أخرى بعد أعوام من الکتمان والإنکار أیضاً والتحدّث بوقاحة تامّة وعدم استحیاء حول نوایاها باحتلال أراضٍ جدیدة من الوطن الإسلامی.
إن بعضاً من ملوک العرب ورؤسائهم بغیة کسب رضا أمریکا نسوا - أمام إسرائیل - دوافعهم العربیّة والقومیة التی یُطبّلون لها دائماً ویُسعّرون بدلاً عن ذلک نار التنافس مع إسرائیل على نیل المساعدات من أمریکا. تُرى من الذی سیُزیل وصمة العار هذه عن جبین الشعوب العربیّة؟ وهل سیغفر الشباب المسلم الیقظ فی البلدان العربیة لهؤلاء العملاء خیانتهم؟
یرى هؤلاء الحکام الخونة أنّه یجب استغلال القومیة والوحدة العربیة فقط عندما یکون الأمر متعلقا باستغلال أمریکا لها فی وجه إیران الإسلامیة والإسلام المحمدی الأصیل.
تعساً للضمائر الغافیة والقلوب الملوثة التی تسعى خلف اللطف والعنایة الأمریکیة مقابل فقدان کلّ شیء، فقدان الثروات الطبیعیة التی وهبها الله، وفقدان المنزلة والکرامة الإنسانیة والإیمان الإسلامی وماء الوجه وقیمة واعتبار شعوبها والتی وضعت بکفرانها للنعم الإلهیة نفسها وشعبها على منحدر الإنحطاط والابتلاء بالغضب الإلهی. "ألم ترَ إلى الذین بدّلوا نعمت الله کفراً وأحلّوا قومهم دار البوار جهنّم یصلونها وبئس القرار".
ما الذی حلّ بالحماس والإندفاع الذی کان یتم إبرازه أمام إسرائیل الغاصبة؟ وما الذی حلّ بالالتزام الذی قطعه الرؤساء العرب مع شعوبهم فیما یخصّ مکافحة إسرائیل؟
~الإمام الخامنئی ٣١/٥/١٩٩١