الحاج أحمد متوسّليان هو أحد قادة حرس الثورة الإسلاميّة البارزين الذي أسّس لواء محمّد رسول وكان له الدّور في تحقيق العديد من الإنجازات في محاربة أعداء الثورة في محافظة كردستان بعد انتصار الثورة وتحرير خرمشهر إبان الحرب المفروضة على الجمهورية الإسلامية.
لم تمضِ فترة طويلة على تحرير مدينة خرّمشهر حتّى تناهى لأسماع اللواء أحمد متوسليان خبر الغزو الصهيوني الآثم لأرض لبنان، فتوجه إلى سوريا بعد يوم واحد من إعلان الكيان الصّهيوني الحرب على لبنان عام ١٩٨٢ ميلادي برفقة وفد دبلوماسي رفيع من مسؤولين سياسيين وعسكريين في الجمهورية الإسلامية في مهمة لدراسة سبل تقديم العون للشعب اللبناني المظلوم الأعزل.
بعد عودة الوفد الدبلوماسي تمّ إرسال عدد من أفراد لواء محمد رسول الله بقيادة الحاج أحمد متوسليان في ١١ حزيران عام ١٩٨٢ إلى دمشق ومن هناك إلى لبنان. كان لهذه القوات الدّور الرّئيسي والتأثير المادي والمعنوي الذي نتج عنه تنظيم وتأسيس مجموعات المقاومة الإسلاميّة في لبنان والتي سُمّيت لاحقاً بحركة المقاومة الإسلامية "حزب الله".
في الخامس من شهر تموز عام ١٩٨٢ ميلادي ولدى عبور السيارة التي تقل الوفد الدبلوماسي الإيراني حاجز تفتيش يُدعى البربارة تم إيقاف السيارة واختطاف ركابها الأربعة؛ القائم بأعمال السفارة الإيرانية السيّد محسن الموسوي، مصوّر وكالة "إيرنا" للأنباء السيّد كاظم أخوان، الموظّف في السفارة الإيرانيّة السيّد تقي رستكار مقدّم واللواء الحاج أحمد متوسليان بالرغم من حصانتهم الدبلوماسية على أيدي عملاء الكيان الصّهيوني وبعد التعذيب والاستجواب تمّ تسليمهم إلى الجيش الإسرائيلي، وما من خبرٍ عن مصيرهم إلى الآن.
بعد انقضاء ٢٦ عاماً على اختطاف الدبلوماسيين الأربعة تحدّث قائد الثورة الإسلاميّة الإمام السيد علي الخامنئي لدى لقائه الطلاب الجامعيين في جامعة العلم والصّناعة التي أمضى الحاج أحمد متوسليان فيها مراحل دراسته عن شخصيّة الحاج أحمد قائلاً: "لقد عاينتُ هذا اللواء العظيم والخالد الأثر عن قرب، وكنتُ أرى روحيّته وعمله وجهوده. هو واحدٌ من كبار مرحلة الدفاع المقدّس وبرأيي فإنّ مطالعة سيرة هؤلاء العظماء تقدّم الكثير من الدّروس للطلاب الجامعيين". (1)
وفي لقاء آخر مع عوائل شهداء حرس الثورة الإسلاميّة يوصي الإمام الخامنئي بعدم اعتبار الحاج أحمد في عداد الشّهداء حيث يقول سماحته: "نحن ننتظر عودة الحاج أحمد متوسليان بعون الله؛ لا تقولوا شهيد، لا خبر لدينا عن شهادته. أسأل الله أن يمنّ على ابنكم أينما حلّ وفي أيّ حال كان عليها بلطفه وفضله ورحمته. نحن نأمل إن شاء الله أن يُعيد الله عزّوجل هذا الشّاب المؤمن والصّالح إلينا".(2)
الهوامش:
1- لقاء الإمام الخامنئي بالطلاب الجامعيين في جامعة العلم والصّناعة بتاريخ ١٤/١٢/٢٠٠٨
2- كلمة الإمام الخامنئي في جمع من عوائل شهداء حرس الثورة الإسلاميّة ١٥/١٢/١٩٩٦