وبعد استعراضه القوات الحاضرة في ساحة العرض ألقى الإمام الخامنئي كلمةً أكّد خلالها على قدرة وقوة الجمهورية الإسلامية النابعة من قوة شعبها، ورأى سماحته في التحالفات التي تقيمها أمريكا مع بعض البلدان المخزية في المنطقة دليلاً على قوة وعظمة الجمهورية الإسلامية التي لم تستطع أمريكا التغلب عليها.
وانتقد سماحته السياسة التي تنتهجها بعض بلدان المنطقة بقوله: الاقتدار الوطني لا يعني أن تبذلوا أموالكم لبلدٍ من البلدان وتشتروا بها أسلحة؛ هذه حماقة. الاقتدار الوطني لا يعني أن تأتي دولة من أقصى نقاط العالم وتبني قواعد لها في أحد البلدان وتشرب دماء شعب هذا البلد من أجل الحفاظ على قوة الأسرة الحاكمة. هذا ليس اقتداراً هذه ذلة؛ الاقتدار ينبع من قلب الشعب.
ورأى قائد الثورة الإسلامية في تقدُّم الشعب الإيراني وعدم قدرة أمريكا على ارتكاب أية حماقة تجاه هذا التقدم دليلاً واضحاً على اقتدار وقوة هذا الشعب وأضاف سماحته: لو لم يكن الشعب الإيراني شعباً مقتدراً وقوياً لكان بمستطاع عُشر الجهود التي بذلها الأعداء سلب الشعب هذا النظام المحبوب.
كما تناول الإمام الخامنئي التحالفات التي تشكلها أمريكا في المنطقة معتبراً إياها دليلاً آخر على قوة إيران حيث قال سماحته: التحالفات التي شكّلتها أمريكا في المنطقة دليلٌ آخر على قوة إيران؛ لم يكن هناك داعٍ لأن تتحالف أمريكا مع البلدان المخزية في المنطقة من أجل إحداث أعمال شغب في إيران وزعزعة الاستقرار فيها لو أنها كانت تملك قدرة التغلب على الجمهورية الإسلامية.
وأردف سماحته: يقول البعض بأنكم تبالغون في وصف قوّة الشعب الإيراني، علينا أن نقول ردّاً على هؤلاء بأنَّ هذه ليست مبالغة بل هي عين الحقيقة. إنّ أعظم دليل على قوّة الشعب الإيراني هو أنَّ أكثر قوى العالم دمويّة وانعداماً للرّحمة أي أمريكا، لم توفّر جهداً ولا خبثاً من أجل مواجهة الشعب الإيراني خلال الأعوام الأربعين الماضية لكنّها عجزت عن ارتكاب أية حماقة وعلى العكس فقد تطوّر الشعب الإيراني.
كما استعرض قائد الثورة الإسلامية خطة أعداء الجمهورية الإسلامية حالياً بقوله: بعد أن يئس من الأساليب الأخرى تتلخّص خطّة العدو اليوم في إحداث شرخٍ بين الشعب والنظام؛ لكنّهم يرتكبون حماقة، هم لا يعلمون أنَّ هذا النظام ليس شيئاً سوى الشّعب. طبعاً لقد بذل الرّؤساء الأمريكيون الست الذين سبقوا الرئيس الحالي هذا النوع من المساعي أيضاً وخرجوا من الميدان دون أن يبلغوا مآربهم الشيطانية.
واعتبر الإمام الخامنئي الضغوط الاقتصادية التي يفرضها الأعداء على الجمهورية الإسلامية محاولةً منهم لفصل الشعب الإيراني عن النظام الإسلامي مؤكداً "إننا بحول الله وقوته سنوثّق ارتباطنا بالشعب وسنحافظ على تلاحمنا المُحبطِ للعدو".
وفي جزء آخر من كلمته أشار قائد الثورة الإسلامية إلى ثلاثة تيارات داخلية عارضت الثورة الإسلامية منذ اليوم الأول لانتصارها حيث قال سماحته: منذ اليوم الأول لانتصار الثورة الإسلامية وقف في وجهها ثلاثة تيارات داخلية؛ أحدها التيار المُسمى التيار الليبرالي وهو التيار ذو الميول والتوجهات الغربية والأمريكية، والتيار الشيوعي المُسلح والذي لا يتورع عن القيام بأي عمل، وتيار المنافقين الذين كانوا يُظهرون الإسلام ويُبطنون الخباثة والكفر وانعدام الهوية والذين كانوا على استعداد للقتال تحت لواء صدام سيئ السمعة [في يوم من الأيام] واليوم هم منهمكون بتقديم الخدمات الجاسوسية للحكومات الأجنبية أمثال فرنسا وبريطانيا وأمريكا.
واستطرد سماحته بقوله: هذه التيارات الثلاثة جميعها غُلبت وهزمت على يد الثورة الإسلامية.
وأردف الإمام الخامنئي: سوف تجبر الجمهورية الإسلامية وبمساعدة الشعب جميع هؤلاء الأعداء الخارجيين والداخليين على التراجع.
ورأى سماحته في الصبر والتقوى عاملين يؤديان إلى فشل وعجز الأعداء عن ارتكاب أية حماقة في مواجهتها للشعب الإيراني حيث قال سماحته: الصبر والتقوى يؤديان إلى أن يعجز الأعداء المعاندون -على الرغم من كلِّ ما دبّروه من مكائد- عن ارتكاب أيّ حماقة في مواجهتكم.
وعرّف سماحته الصبر بقوله: الصبر يعني الثبات في الميدان، وعدم ترك الساحة ويعني أيضاً التطلّع إلى الأهداف بعيدة المدى.
وخاطب الإمام الخامنئي الشعب بكل أطيافه ومسؤولي ومدراء البلاد بقوله: متى ما صمدتم فإنّ الأجيال الآتية ستبلغ القمّة؛ سيبلغون هم القمّة لكنّ الصمود والفخر عائدٌ إليكم. الثورة متجذّرة وذات مستقبل شرط التحلّي بالصبر والتقوى. إذا ما تحلّيتم أنتم أيها الشباب الأعزّاء وتحلّى مسؤولو النظام وآحاد النّاس بالصّبر والتّقوى فإنّ العدوّ سيعجز عن إلحاق أيّ أذى بكم.
وضمن تأكيده على أنّ الأعداء سوف يستمرون في أعمالهم العدائية والمؤذية ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا أوضح سماحته: كونوا على ثقة إذا تمّت متابعة مسيرة الصبر والتقوى المشفوعة باليقظة والتدبير والانسجام الوطني بقوة وعزيمة، كونوا على ثقة أنّ أعمالهم المؤذية هذه لن تصل إلى أية نتيجة.
كما انتقد قائد الثورة الإسلامية دعوة البعض للاستسلام أمام الأعداء وتصوير ذلك حلاً لمشكلات البلاد وأضاف سماحته: تكلفة الاستسلام تفوق بأضعاف تكلفة المقاومة والصمود، كما أنّ فوائد وانجازات الصمود تفوق بأضعاف ما سیعود به الاستسلام.
وأردف الإمام الخامنئي: الاستسلام أمام العدو المعاند والحاقد لن يُثمر سوى انعدام الهوية والسحق تحت أقدامه.
وأشار سماحته إلى القانون الإلهي الذي لا يتخلَّف بقوله: إذا لم تضعفوا ولم تستسلموا أمام العدو، فإنَّ الله تعالى لن يُضيع صبركم وجهادكم وسوف يوليكم أجركم كاملاً.
وكان الإمام الخامنئي قد استهلَّ زيارته لجامعة الإمام الحسين (ع) العسكرية بزيارة أضرحة الشهداء مجهولي الهوية وقراءة سورة الفاتحة المباركة على أرواحهم الطاهرة، كما قام سماحته عقب استعراضه القوات الموجودة في ساحة العرض بتفقُّد جرحى الدفاع المقدس وعوائل الشهداء الذين حضروا هذه المراسم.